محمد الجندى يكتب: الدكتور كان عنده حق

محمد الجندى يكتب: الدكتور كان عنده حق


الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010 - 00:14 الدكتور محمد البرادعى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
لا يسعنا بعد مشاهدة ما حدث فى الانتخابات البرلمانية إلا أن ننحنى احتراما وتقديرا للدكتور محمد البرادعى على نظرته الصائبة والثاقبة لمجريات الأمور على الساحة السياسية، وتوقعه المسبق لأحداث تلك المسرحية كما وصفها بعض المراقبين.

فلقد سبق الدكتور البرادعى الجميع فى تحذيره من المشاركة فى تلك الانتخابات التى وصفها فى تصريحاته قائلا (إن مجلس الشعب المنتخب فى ظل غياب ضمانات تمثيل حقيقى للشعب، مجلس خاضع لسلطة تنفيذية ذات صلاحية مطلقة، هو بمثابة استمرار لتلك الديمقراطية المزيفة).

فلم تكن تلك الدعوة مجرد كلام مرسل، ولكنها كانت بمثابة رؤية نافذة و قراءة من عقلية عبقرية تدل على فكر واع وقارئ لكل مجريات الأمور على الساحة السياسية الداخلية، صادرة من شخص له كل التقدير عالميا ودوليا، شخص اختارته مجلة (فورين بوليسي) ضمن أهم 100 مفكر عالمى 2010.

فحدث ما كان متوقعا من تلفيق وبلطجة واعتداء على الأرواح والأنفس من أجل تزوير إرادة الناخبين، فلم يدخر الحزب الوطنى وسعا، ولم يترك طريقا إلا سلكه من أجل الاعتداء على حرية المواطن فى اختيار من يمثله.

فرأينا ورأى العالم أجمع أحداث أقل ما يمكن أن يطلق عليها أنها تجاوزت بحق بلد كانت تعرف سابقا باسم (أم الدنيا)، وبحق شعب يمتلك من الحضارة ما لا يملكه غيره من الشعوب، شعب لا يستحق أن تزور إرادته أو أن يحكم بالحديد والنار.

ورأينا مسرحية رفض أن يشارك فى أحداثها أمثال الشرفاء، المستشار وليد الرفاعى، الذى احتجزه رئيس مباحث البدرشين حينما أراد أن يمنع تزوير إرادة الناخبين.

ولكن رُبَّ ضارة نافعة، فلعل ما حدث بمثابة رد قاس ورادع على المشككين فى شخصية وفكر الدكتور محمد البرادعى، وخصوصا الأحزاب التى شاركت فى الانتخابات بحجة عدم ترك الساحة السياسية خاوية أمام الحزب الوطنى، وهو حق أريد به باطل.

ولعلهم يستفيدون وتستيقظ ضمائرهم وعقولهم من ذلك الدرس القاسى، الذى لم يحصدوا منه سوى عودتهم وهم يجرون أذيال الخزى والمهانة.

ولعله أيضا يكون رد لكل من تسول له نفسه المساس بتلك الشخصية، ويبطل تلك الحُجج والدعاوى من أن الدكتور البرادعى لا يعلم شيئا عن حال المجتمع المصرى.

وأخيرا، فقد حدث كل ما تنبأ به الدكتور البرادعى بالنسبة للانتخابات البرلمانية، والأهم من ذلك كله هل سيحدث أيضا ما تنبأ به بخصوص الانتخابات الرئاسية؟ حيث صرح أيضا بأنه إذا استمر الحال على ما هو عليه فإن (الانتخابات الرئاسية المصرية القادمة محسومة لجمال مبارك).

فهل سيحدث ما تنبأ به الدكتور البرادعى هذه المرة فى انتخابات الرئاسة القادمة؟ هذا ما ستسفر عنه الشهور القليلة القادمة.