هشام الصادق يكتب: معركة الجزائر.. أسوأ مثال على أداء جيل التسعينات على النت

هشام الصادق يكتب: معركة الجزائر.. أسوأ مثال على أداء جيل التسعينات على النت


السبت، 4 ديسمبر 2010 - 17:10
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
فعلاااااا.. فعلها الصغار ودفع ثمنها الكبار.. شاب تسعيناتى جزائرى متهور لا يعرف من الذى حرر أجداده من عبودية الاحتلال الفرنسى.. الذى يعترف التاريخيون أنه فى الجزائر كان الأسوأ فى مظاهره بين كل فترات الاحتلال على مر التاريخ.. هذا الشاب بكل بساطة وبكل رعونة وباستخدام الملعونة لوحة المفاتيح وجه فيلمه الشهير على اليوتيوب لسب وقذف كل ما هو مصرى ووعد المصريين بالموت فى ستاد 11 نوفمبر.

شباب تسعيناتى مصرى أيضا بكل أسف لا يدرون أن الدماء الجزائرية سالت مع المصرية على شط القناة يوم اقتحام خط بارليف.. وساهمت فى رفع رأس مصر عاليا بعد أن نال من قامتها المرفوعة نكسة 67... هذا الشباب لم يستطيع أن يحتوى غضب أخيه بل شنوا عبر اليوتيوب والفيس بوك والعربية وكل المنتديات حروبا شعواء ضد إخوتنا الجزائريين.. ووصفوهم بكل الصفات التى يندى لها جبين المصرى الحقيقى قبل الجزائرى.. ولم يستطع الطرفان أن يفكرا فى مصلحة بلديهما ولا استطاع نظرهم (الثاقب) أن يرى أنها مجرد مباراة رياضية تنتهى بفوز طرف ونقول له مبروك وهزيمة طرف نقول له حظ أوفر فى المباراة القادمة.. بل رأى كل طرف أنه يحكم العالم من خلال هذه الملعونة (لوحة المفاتيح) وأنه لديه من القوة والتأثير (على الإنترنت) ما يستطيع أن يلغى الدولة الأخرى... وتحولت المباراة الرياضية فى لحظات إلى حرب افتراضية بين مصر والجزائر.. بل انساقت جريدة مغمورة جزائرية وراء شعبية الشباب، وهدفا للانتشار بين صفوفهم وحولت سياستها التحريرية إلى رجم كل ما هو مصرى، وتحولت بالفعل بين عشية وضحاها من جريدة توزع خمسة آلاف نسخة إلى جريدة توزع مليون نسخة على جيلكم المبجل.

وكذلك فى مصر تحول بعض نجوم الكرة الذين اختفت عنهم الأضواء منذ فترة طويلة وسعيا وراء الشوق إلى عودة تلك الأضواء على برامج فضائية لم يكن أحد يشاهدها، تحولت إلى رجم كل ما هو جزائرى، وتحولت أيضا بالفعل إلى برامج شعبية لجيلكم المبجل.. وفى النهاية من دفع الثمن؟.. استثمارات مصرية كانت السند لبلد لديه حساسية شديدة ضد الاستثمار الغربى ومناعة للجزائر من أن يعود ثانية كحديقة خلفية للاقتصاد الأوروبى، تحطيمها خسارة مادية كبيرة لمصر وخسارة معنوية أكبر للجزائر.

وفى النهاية خسر المصريون الأخ والصديق والمثقف الجزائرى الذى كان ينتظر الكتاب المصرى كيوم العيد والمحارب المستعد دائما للذود عن صديقه، وخسر الجزائريون الأخ الأكبر والمستمع الدائم لمشكلاتهم والاهتمام بها حتى لو كانت صغيرة والصديق الوفى المستعد دائما للتضحية من أجلهم دون أن يطلب جزاء ولا شكورا...

عودوا إلى الإنترنت... عودوا إلى كتب التاريخ... عودوا إلى آبائكم وأجدادكم واسألوهم: كم مصريا استشهد على أرض الجزائر فى معركة التحرير؟.. وكم جزائريا استشهد على أرض مصر فى حرب أكتوبر؟.. واكتبوا هذه المعلومات على منتدياتكم وصفحات الفيس بوك.