حمدى رسلان يكتب: الحزب الواجع بطنى

حمدى رسلان يكتب: الحزب الواجع بطنى


الأحد، 5 ديسمبر 2010 - 13:23 أحمد عز
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
إذا كان الحزب الوطنى بهذه الشعبية الكبيرة بين الجماهير، فلماذا إذاً الاحتجاجات المتتالية من كافة طوائف الشعب وسخطهم على سياسات هذا الحزب؟ هل يوجد لمصر شعب آخر غيرنا، أم أننا لم نعد نفهم ماذا يدور ولمصلحة من؟

25% ممن يحق لهم التصويت هم الذين تقدموا للإدلاء بصوتهم أى 10 ملايين مواطن فى جميع محافظات مصر، وهؤلاء يمثلون حوالى 12% من إجمالى سكان مصر.

هذه النسبة هى التى أتت بالأغلبية كما وعد أحمد عز سابقاً فى مدينة بور سعيد بضرورة اكتساح الحزب الوطنى لهذه الانتخابات بأى طريقة ووسيلة، وستقف جميع مؤسسات الدولة خلف مرشحين الحزب، نجح الحزب الوطنى فى طمس معالم معارضيه، ليخلوا مجلس الشعب من رموز المعارضة الحقيقيين أمثال مصطفى بكرى، ويخلوا أيضاً من جماعة الإخوان المحظورة، وينجح جميع الوزراء بكامل هيئتهم هذه الوجوه المحببة والمألوفة لدى المصريين، أصحاب الإنجازات المتتالية، من تدهور للاقتصاد، وتدهور سمعة مصر الخارجية، وبجاحة مسئولى دول لم تكن تستجرى أن تنطق اسم مصر بسوء وتوابيت المصريين، وإهانتهم فى الخارج.

ضرب ونار وبلطجة وقرصنة على الصناديق، حتى وصل الأمر لاحتجاز المستشار وليد الشافعى، عندما بُلِّغ بوجود تقفيل فى لجنة بالبدرشين، وعندما توجه إلى اللجنة، احتجز حتى نهاية التصويت، وعومل معاملة سيئة من الضابط الموجود، وبلطجة أيضاً حدثت من الإخوان المسلمين المتشوقين دائماً للمناصب والانتخابات، ويبدوا أنهم سيخرجون من هذه الانتخابات بلا حمص ولا ملبن.

تابعت كل ما كتب عن الانتخابات فى الخارج وما أذيع عنها، الأغلبية أجمعت على تقفيل اللجان وذكرت منع مندوبى المرشحين باستثناء مندوبى أعضاء الوطنى من دخول اللجان، تأخر فتح اللجان عن موعدها المحدد، والمصادمات التى تمت بين أنصار المرشحين، وأذاعت لقطات من معارك الأمن المركزى مع هؤلاء، ومن سيدات شعبيات ليس لهم فى الأمر شىء، يرقصون ويتمايلون لصالح مرشحى الوطنى، ذكرونى بخالتى فرنسا (عبلة كامل).
سقطت آخر ورقة توت عن عورة الانتخابات المصرية، وتجميلها ونزاهتها، واعتلى الوطنى العرش لنعود من جديد لنسبة 99% نسبة النجاح فى كافة الانتخابات التى تجرى، وسقطت كذلك أوراق التوت عن المعارضة الفاشلة، التى فضّل بعضها عقد وإبرام اتفاقات لنجاح عدد متفق عليه من أعضائها، وكذلك جماعة التهليل والتكبير أصحاب المصالح ومستخدمى الشعارات الدينية، لغرض يعلمونه داخل أنفسهم، وفارسين حقيقيين كانوا يعتلون جواداً، فسقطوا من عليه لأنهم فضحوا الحكومة سابقاً فى قضايا فساد متنوعة.

إن ما أحزن عليه بعد هذا الوضع هو مصر بلدى، التى تفرق أهلها على مصالحهم الشخصية حتى المواطن البسيط، الذى تمسك بسلبيته وظل يشاهد ما يحدث وهو صامت، أو باع ضميره وصوته لصالح مرشح ما ببضع جنيهات، أو هلل لصالح مرشح آخر لأخذ باقى المقاولة المتفق عليها، تذكرت صوت وجملة سعد زغلول الشهيرة (مفيش فايدة)، ولكن رغم هذا واثق أن هناك أملاً، وستتحرك المياه الراكدة، والدماء ستجرى فى عروق المصريين من جديد فى يومٍ ما.

شهادة حق أردت أن لا أكتمها، ولا أخاف من أحد غير الله.